الثورة بين الافادة و الاستفادة

يسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم

الحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه

الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون


والصلاة والسلام على خير الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم



ثم أما بعد،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال الله تعالى "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"

وفال تعالى "ان الله لا يصلح عمل المفسدين"

وقال تعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"

وقال تعالى "حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين"


وقال تعالى "فلما نسوا ما ذكروا بها فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون.فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين"


وقال النبى (ص) "اتقوا دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب"

وقال (ص) "ان الله يمهل للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته"



اخوانى الأعزاء دون الخوض كثيرا فى ما حدث فى الاسابيع القليلة الماضية من احداث الثورة التى أرادها الله تعالى على يد هذا الشعب ومن أجل هذا الشعب ، فلقد تبين لنا اعجاز الله فى كونه وأن سنن الله عز وجل فى خلقه لا تتبدل ولا تتغير ،فأخذ الظالمين سنة من سنن الله النافذة فى خلقه كما قال تعالى "وكذلك أخذ ربك اذا أخذ القرى وهى ظالمة ان أخذه أليم شديد" ، فاذا كان ذلك كذلك فانه ينبغى علينا جميعا أن نعى جيدا أيضا أن نصر الله عز و جل لا يكون الا لمن نصر الله تعالى فى نفسه وأهله وأمور حياته وأطاع الله و رسوله وعقد العزم والنية على التوبة والرجوع الى الله عز وجل فهذا يا اخوانى هو التغيير الحقيقي الذى يرفع الله به الظلم عن الناس ويقتح به عليهم كل أبواب الخيرمصداقا لقول الله تعالى "ولو أن أهل القرى ءامنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" ولنعلم جميعا أنه لا ينزل بلاء الا بذنب ولا يرفع الا بطاعة فلنحمد الله جميعا على أن خلصنا من هذا الظلم والطغيان -وهذا هو وجه الافادة- ولنبدأ فى تغييرأنفسنا الى طاعة الله عز وجل ومجاهدة النفس على ترك المعاصى والثبات على طاعة الله ولنبدأ صفحة جديدة فى حياتنا مع ربنا يكون شعارنا فيها "تبنا ورجعنا الى الله" وهذا هو وجه الاستفادة الحقيقى.

ولنعلم جميعا أن ما كان من ذلك الأمر أنما هو منحة من الله عزوجل لنا ونصرا لمن ظلم منا ونعمة عظيمة امتن الله بها علينا حيث أن الله جعل هلاك الظالمين نعمة عظيمة تستحق الحمد فلقد قال الله تعالى"فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين". لذا اخوانى ادعوكم جميعا ونفسى أن نشكر نعمة الله علينا و أن نستثمر هذه المنحة العظيمة من الله بالعودة اليه سبحانه والى سنة نبيه (ص) وأن نخلص النية لله وأن نعلم يقينا أن الله عز وجل ينصر من ينصره و أن العزة فى طاعة الله وأن الضر والنفع بيد الله .

واننى لأشعر أن الله قد أراد بنا خيرا اذ أنجانا من الظلم والطغيان فالله اسأل أن يتم هذا الخير علينا بأن يوؤل أمرنا للمخلص المؤمن التقى الكفُ وأن نكون نحن أهلا لهذا الفضل من الله وأن يجمعنا الله على كلمته و أن يصرف عنا شر الفرقة وأن يصرفنا عن المعاصى و أن يقيمنا على الطاعة.

وفى الختام أود أن أوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل و أن أقدم لى ولكم بعض الخطوات الأولى على طريق الطاعة:

-المحافظة على الصلاة فى أوقاتها

-الاكثار من ذكر الله عز وجل و الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم

-الحرص على حضور مجالس العلم وبالمناسبة هناك درس لفضيلة الشيخ محمد فتحى

بمسجد البحر يوم الأثنين القادم بعد صلاة المغرب الموافق 21 مارس

2011



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ارسل رسالة متصل

نشكرك اخى العزيز