قصيدة لطفلة تركية...
يا رسول الله
حياتك رحمة للعالمين تسري في قلوبنا
نراك بقلوبنا
في السنة الأولى من عمرك
أنت في عشيرة بني سعد
رفضتك المرضعات
من أجل ذلك غضبت غيوم السماء
ظمئت الغيوم حتى عن قطرة غيث
ساد القحط أرض بني سعد
غيمة صغيرة في كبد السماء
بك مفتونة
تظللك أبداً
أجتمع الناس للتضرع طلباً للغيث
ضمتك السيدة حليمة إلى حضنها
بوجهها ترد عنك الشمس
إلا أن الغيمة الصغيرة التي في السماء
بك مفتونة
لا تزال تلازمك
كنت في أحضان الراهب وهو بتبتل
ينظر في جمال عينيك
نسي الراهب القحط والمطر والدعاء
لكنك لم تنسى
سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك
أرواحنا فداء هذه العيون الناظرة للسماء
سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك
فأخذت تكبر وتكبر
وبدأت قطرات المطل تهطل برقة
ولكن أكثر الناس لا يعلمون سبب الغيث
أغلبهم لا يعرف من أنت
وفي السادسة من عمرك
في طريقك إلى المدينة المنورة
بصحبة أمك وأم أيمن
شعرت باليتم عند قبر أبيك
وفي الأبواء كنت على موعد مع فقد أمك
تدخل مكة يتيم الأم
فازداد حب عبد المطلب لك
وازداد حب أبي طالب لك
يا رسول الله
هل كان ينادي أطفال مكة على أمهاتهم بجانبك؟
هل كنت تنظر إلى الأرض حين كانوا يصيحون يا أمي؟
كم ليلة حملت رياح مكة دموع عينيك إلى الأبواء؟
كم ليلة صحت باكياً أمي أمي.
يا سيدي
من أجلك نحن عنك ننادي أمهاتنا يا أمي
من أجلك نحن عنك ننادي آباءنا يا أبي
في الخامسة والعشرين من عمرك
أنت مختلف عن سائر البشر
لا يرقى إليك أحد
رائحتك الزكية تبعث بالرحمة
صوتك يبعث بالأمان
أنت محمد الأمين
في الثالثة والثلاثين من عمرك
تتدفق الرحمات كالأمواج
في الخامسة والثلاثين من عمرك
تعال لا تتأخر يا حبيب
تطرق الأنّات أبواب السماء
تعال لا تتأخر يا حبيب
ضاقت الصدور من طول انتظار قدوم الرسول
تعال لا تتأخر يا حبيب
أنت مدعو إلى جبل النور
في الأربعين من عمرك
وأنت في غار حراء على جبل النور
يتنزل جبريل من السماء
كل ذرات الوجود ترفع الصلاة والسلام عليك
قلوب الكائنات تئن شوقاً إليك
أنت لنا إشراق الصباح في ظلمات الليل
أنت نبي الله
أنت حبيب الله
أنت رسول الله
لماذا أحزنوك أيها العظيم؟
لماذا عذبوك؟
هل لأن أبا طالب قد مات فهاجموك؟
هل لأنه لم يبقى من يحميك هاجموك؟
كأننا نرى عبراتك عند الكعبة
وأنت تقول سرعان ما شعرت بالوحدة لفقدك يا عماه.
تذكر صلاتك في الحرم
وهم يضعون القاذورات فوق رأسك
رؤوسنا فداء رأسك يا رسول الله
كيف كان المجرمون ينظرون ويضحكون
من الذي يجر ينحوك في شوارع مكة؟
من الذي جيري وكأن العرش نزل من السماء؟
من ذا الذي يجري يتسألون ...
من هذا؟
أحدهم يجيب. . .
إنها فاطمة الزهراء بنت محمد
أم الصالحين
تمسح بنتك الأثيرة لديك عن عينيك ووجهك الكريم
هي أشبه الخلق يك
كأنها أنت إن ضحكت وإن بكت
كأننا نراك تقول لها لا تبكي بنيتي.
لماذا أخرجوك من أرضك؟
هل لأنك بقيت وحيداً؟
ألم يعرفوا من الذي يحميك؟
من وجدك يتيماً فآواك؟
من أرسلك رحمة للعالمين؟
قالوا عنك مجنون
ولم تجبهم
قالوا أنت مجنون
أنت شاعر
ولكنك لم تجبهم
قالوا من سينقذك ويحميك منا؟
أنت
أنت تقول الله
الله عزوجل
يحف السماء بالخشية
أنت تقول الله
والعرش الأعلى يهتز
كنت تقول الله في بدر
فأنزل إليك ثلاث آلاف ملك بخيولهم
معك مئة وخمسة وعشرون ألف صحابي
يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله
يا رسول الله
تمشي في شوارع المدينة المنورة
عندما رأتك بنات بني النجار الصغيرات
لم يدرين ما يفعلن من الفرح
سألتهن أتحببنني:
فأجبن نعم نحبك يا حبيب الله
وأنت أجبت يعلم الله أنني أيضاً أحبكن
الكثير من الشباب في هذا الزمان
ليسوا من بنات بني النجار
لكنهم أيضاً يحبونك
دموعهم تشهد أنهم يحبونك أكثر من أنفسهم
لا أحد لهم سواك
والله يعلم أنك أنت أيضاً تحبهم
في الستين من عمرك
تدعو وتقول الرفيق الأعلى
وتلبس جُبةً من الصوف صُنعت لك
أطرافها بيضاء
لبستها وخرجت أمام أصحابك
وضربت بيديك على ركبتيك
وقلت أترون كم هي جميلة؟
ناداك في مجلسك أحدهم
أعطني إياها، فداك أبي وأمي يا رسول الله
لماذا طلبها منك وهو يعلم أنها تعجبك؟
ويعلم يقيناً أنك لن تقول لا
فأعطيته إياها
ورجعت لبست جُبتك المرقعة
بقي أسبوع على لقاء الحبيب
صنعوا لك الجًبة نفسها مرات عديدة
لكن لم يًقّدر لك أن تلبسها
أرسلت الخبر على لسان أبي هريرة
أنه سيأتي أناسٌ من بعدي يقولون
وددنا لو آنا رأينا نبينا ولو بأموالنا وأولادنا