بدأ علاء مبارك الابن الأكبر للرئيس السابق عقد عدة اجتماعات مكثفة من أجل تشكيل لجنة تهدف فى المقام الأول إلى تحسين صورة الرئيس السابق حسنى مبارك والأسرة بشكل عام، بالإضافة إلى جمع ودراسة كل ماينشر عن الأسرة من اتهامات ونقد وهجوم فى كل وسائل الإعلام المصرية والأجنبية بهدف دراسته والرد عليه.
فكرة تشكيل لجنة لتحسين صورة الرئيس السابق طاردت علاء مبارك وألحت عليه بسبب حالة الاكتئاب التى أصابت والده من الهجوم المتواصل عليه خلال أحداث الثورة وبعد التنحى، إلا أن نجل الرئيس ظل مترددا فى الأيام الأولى للتنحى مفضلا الصمت تجاه مايحدث حتى تتكشف الأمور، وأملا فى تحرك رؤساء التحرير ورجال الإعلام الذين عينهم الرئيس ورعاهم نظامه للرد على كل الاتهامات التى وجهت لمبارك وأسرته، غير أن أمل علاء مبارك كان يخيب كل يوم مع تحول مانشيتات الصحف الحكومية إلى الهجوم على الرئيس وأسرته، وهو الأمر الذى دفع علاء مبارك لمعايرة أخيه الأصغر- حسب وصف مصدر مقرب من العائلة- واتهامه بالفشل وقصر النظر فى اختيار تلك النوعية من رجال الإعلام الذين فشلوا فى الترويج لإنجازات الرئيس السابق أو الدفاع عنه أو حتى الصمود على مبدأ واحد بدلا من هذا التحول الشنيع.
جمال من جانبه أصيب بحالة من الذهول بسبب حالة التحول الكبيرة فى مواقف رؤساء تحرير صحف الحكومة وبعض المثقفين ومقدمى البرامج المقربين من النظام، وحسب مانقله المصدر المقرب فإن نجل الرئيس فكر فى تسريب بعض الملفات والأوراق التى تفضح هؤلاء عقابا لهم على ما اعتبره خيانة واضحة وغدرا، غير أن شقيقه الأكبر رفض الفكرة خوفا من اكتساب المزيد من العداوات والدخول فى معارك جانبية غير معركة تحسين صورة الوالد والأسرة ككل والدفاع عنها أمام سيل الاتهامات والبلاغات، وقال المصدر لـ«اليوم السابع» إن كفة علاء مبارك أصبحت أرجح من كفة أخيه لأن الرئيس نفسه والمقربين منه يرفضون أى تدخل أو ظهور لجمال مبارك فى هذه المرحلة خوفا من زيادة الاستعداء الشعبى للأسرة.
وقال المصدر إن بعض الشخصيات المقربة من الرئيس وأسرته مثل أنس الفقى وزير الإعلام السابق كانت قد وجهت نصيحة للرئيس بعد تنحيه بساعات أن يتم تصدير علاء مبارك للدفاع عن الأسرة ومواجهة سيل الاتهامات والنقد المتوقع، اعتمادا على الشعبية والتعاطف الذى حظى به نجل الرئيس الأكبر بعد أحداث الجزائر وحادث وفاة طفله محمد علاء مبارك، وهو الأمر الذى عادت الأسرة وعاد علاء مبارك نفسه للتفكير فيه بعد زيادة موجة الاتهامات والبلاغات التى تتحدث عن مليارات وثروات العائلة فى الداخل والخارج، وحسب المصدر المقرب من العائلة فإن علاء مبارك لم يتخذ خطوة تشكيل لجنة للدفاع وتحسين صورة العائلة إلا بعد تشجيع أحد الصحفيين الأمريكيين المقرب من العائلة الذى قيل إنه المسؤول عن تحرير مذكرات الرئيس السابق.
علاء مبارك دخل فى نقاشات موسعة مع الصحفى الأمريكى من أجل اختيار بعض العناصر من المؤسسات الأمريكية التى تعمل فى مجال الدعاية وتحسين صورة الأشخاص والتى ثبت نجاحها فى حملات انتخابية مع عدد من المرشحين فى انتخابات الكونجرس الأخيرة، بالإضافة إلى البحث عن عدد من خبراء الإعلام والصحفيين الذين ثبت إخلاصهم للعائلة من أجل تشكيل تلك اللجنة التى يبدو أن بشائر عملها بدأت بفكرة البحث عن هيئة دفاع قانونية عن الرئيس وعائلته تجاه البلاغات التى تتهم الرئيس وأسرته بسرقة مليارات الدولارات بغير سند شرعى، ومن خلال عدد من الردود التى بدأت الأسرة بإرسالها للصحف ووسائل الإعلام المختلفة لنفى فكرة التربح غير المشروع، ومناشدة الإعلاميين تحرى الدقة وإظهار مايملكون من مستندات ودلائل قبل اتهام الأسرة بشىء.
المصدر أكد لـ«اليوم السابع» أن الإنترنت لم يغب عن بال تلك اللجنة أو عن ذهن علاء مبارك الذى بدأ فى التفكير فى طريقة لدعم تلك المجموعات التى خرجت للتظاهر أو أنشأت مواقع أو جروبات على الفيس بوك لتكريم الرئيس السابق، وهى الفكرة التى لاقت استحسان اللجنة واعتبرتها البداية المناسبة لعملها، خاصة أن استغلال تلك المجموعات ودعمها سيتيح للأسرة خلق جبهة داعمة ومدافعة عنها ضد كل ماتتعرض له من اتهامات فى وسائل الإعلام وعلى الإنترنت.
نقلا عن اليوم السابع